إحترام شوبان

جسدي الضئيل لم يحتمل جميع أوتارك
أخذت لنفسي أربعة منها
و تركتك لتملأ ما بيننا من مسافات

بين أنامل بيض و سود
أحاول العبث بأوتاري

أدرك أنك لا تعرف من الألوان إلا أبيضا و أسود
هكذا ولدت
و هكذا صنع لك شوبان موسيقاه

و لكن

لماذا لا نرقص سويا لحنا لشوبان؟

إحترامك لشوبان؟
أهذا كل ما يمنعك

ألا يسعده أن يرى روحانا يتمايلان بين لونيه

هو من يرسم لنا الحدود
لكنه لن يمنع ميلاد حلم جديد

خذ ثلاثة من أوتاري .. قاتل
و سأحميك أنا بقوسٍ و وتر

لن يمنع شوبان الأبيض و الأسود
أن يدركا ما لألواننا من قوة و سلطان

إذهب أنت و شوبان و ثلاثة أوتار و لونين
إلي المدينة القديمة

و أنا و قوسي و وتري و إحترامي لك
و إيماني بلحن يوحدنا
سنرسم حدود مدينة جديدة

ثنائية .. للحن منفرد

كيف لم تلحظ وجوده من قبل

لهما نفس البدايات
نفس النهايات

و قانون المسافات
يحتم عليهما التلاحم و التناغم

طالما أراحت جسدها اللين على سطوح صدره الواسع
يراقصها رنين أوتاره حين يعزف منفردا

تبكي الوحدة إن أصابه السكات

تجمعهما نفس الحدود اللحنية
تعرفه حين تداعب أنامل فستانه الأسود
ضعافات جسده الصلب

يقلقها إرتباطه الأقوى بمدينته الخشبية
بالوحدة
بالنور المرتكز على فستانه الأسود

عندما تشاركه
تتكلم كأنها من يملك قانون المسافات
كأنها هي من يخلق له مساحات الإجابة

إلتصاقها به أنساها
أن البيانو دوما هو البطل

أن الكامنجا هي فقط .. مفتاح المدينة

إنفرادية .. في صول كبير

بإيقاع سلّمي هادئ و منتظم
يبدأ البيانو معزوفته الأولى

سلم صول كبير
القوة المطلقة
القدرة على إخفاء كل خوف من عزف منفرد

هو صول كبير

يتسارع الإيقاع .. تعلو ضربات اليد اليسرى في بداية المكان
ترتعش
فتدركها اليد اليمنى
تلملم نبضاتها من جديد
تزين سطوة المقام

تعود بالإيقاع القوي المنتظم

لا يترك بين اليدين مساحة لدخول الكامنجا
يمنعها إرتخاء وترها الغليظ من المقاومة
تتشتت عند تزامن أصابعه

هو يملأ كل بعد بين يديه .. لكنه لا يسمح بالتداخل
تحاول اليد اليمنى هروبا
لكن صول كبير لا يسمح بالحيود

فتعود مستسلمة

تلتحم من جديد بإيقاع اليد اليسرى الثابت
المتكرر
المتهاوي
يتلاشى الإيقاع .. لا يقوى على الإستمرار

حتى صول الكبير لا يستمر وحيدا